من الأمور المعروفة في التاريخ "حرب الأفيون" التي حدثت بين إنجلترا والصين، فقد قامت إنجلترا بزراعة الأفيون في الهند، وتم تصديره إلى الصين بهدف الربح القبيح وإذلال الشعب الصيني الذي لم يكن مدمنًا على المخدرات، ولم يُستعمل الأفيون في الصين إلاَّ للأغراض الطبية، وكانت هناك تجارة بين إنجلترا والصين، وكان الميزان التجاري لصالح الصين، مما جعل بريطانيا تدفع للصين الكثير من العملة الفضية، وفكرت بريطانيا في استرداد عملاتها الفضية من الصين، فقامت شركة الهند الشرقية بإدخال الأفيون شيئًا فشئ بلا ثمن تقريبًا، وزينوا للصين استعماله وعلموهم كيفية استعماله، وأقبل الشعب الصيني على الأفيون واستردت بريطانيا بعد ذلك كل العملة الفضية الموجودة في الصين.

وبعد الرخاء الذي كان يعم الصين انتشر الفقر وعمت المجاعات، وفي سنة 1838م صدَّرت إنجلترا للصين 25 ألف صندوق أفيون، وعندما تصدى إمبراطور الصين لهذه التجارة وحاكم تجار الأفيون وأحرق كميات ضخمة من الأفيون، اشتعلت نيران الحرب بين بريطانيا والصين (1839-1842م)، واستولت إنجلترا على هونج كونج ووقعت معاهدة نانكين مع الصين، حيث أرغمتها على فتح خمس مواني في وجهه التجارة الأجنبية أو على الأصح تجارة الأفيون الهندي، وتقاضت بريطانيا من الصين 6 مليون دولار ثمنًا للأفيون الذي أحرقته الصين.

وفي سنة 1913م ارتفع صوت بعض الشرفاء والأحرار في البرلمان البريطاني يطالب بمنع تصدير الأفيون الهندي للصين وفعلًا تم وقف التصدير.

وفي سنة 1920م كان عدد ربع الذكور في الصين يدمنون الأفيون، وفي سنة 1950م أعلنت وزارة الصحة بدء برنامج فعال لـ علاج الافيون.